الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها ، و إذا غاب أحسست أن جزءا منك ليس فيك ، فسائرك يحنّ إليه ؛ فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ، و إذا تحوّل عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود ، و إذا مات … يومئذ لا تقول إنه مات لك ميت ، بل مات فيك ميت .
منذ عدة سنوات طلبت منك أن تكتب لي في دفتر مذكراتي بعض الكلمات ، فكتبت لي ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :
إذا كانت الكلمات و الأحرف كثيرة و قلب الذي يكتب ينافق فماذا تنفع الأحرف و الكلمات التي يكتبها .
إن الكلام يعبّر عمّا في قلب الإنسان إذا كتب لأخيه الإنسان ، و مهما يكتب الصديق لأخيه الصديق لا تكفي هذه الكتابة و لا تكفي الأحرف ، إنما هي ذكرى يذكر بها أخاه و يتذكره ، و لكن الذي يكفي هو أن يعطيه الصداقة الخالصة و المحبة العظمى ، و تكفي أيضا أن يبقى بينهما المودة و المحبة العظمى ، و أن يراه في عافية من الله[u]